يكتب عطو: الجميع يتخاصمون على الحقّ./ ولا احد يتخاصم على الباطل./ اراد المعلّم ان يكلّم الشعب عن الخير،/ فردّ الشعب: كلا يامعلّم. سئمنا الخير حدّثنا عن الشر./ ردّ المعلّم: حسناً تختار ايها الشعب. وبنبرة اكثر فنية ومبعثاً على الخيال يكتب: القدرة على التوهم هنا كبيرة... لذلك سأبقى هنا/ المعرفة المفرطة خمر مسمومة/ لذا لا داعي لأيّ قطرة زائدة/ ما يجري مع الدم من السم يكفي ويزيد.
يدور الكتاب في سبعة فصول لا يرتدي فيها الباحث الأقنعة بل يصف المجتمع اللبناني في كلّ حالاته وتصوّراته واعوجاجاته بلا خجل ولا مراعاة، وذلك لأنّه يحلم بوطنٍ زاهٍ ومزدهر تسود فيه القيم الحقّة. لذا لا تخلو فصوله من السخرية البنّاءة، السخرية السقراطيّة إذا استطعنا قول ذلك، بل السخرية
تطرح الرواية قضيّة ثلاث أخوات تطلّقن، مع صديقات لهنّ، والأهم من عرض أسباب طلاقهنّ وآلياته، أسباب زواجهنّ، أو طريقة اختيار شركائهنّ في الحياة، لتكون القدرة على معالجة الموضوع عند الروائيين من هذا الباب.
.jpg)
رواية تلّة الملّاح الصادرة حديثًا عن دار سائر المشرق، 2014، في 152 صفحة من القطع الصغير، للأستاذ جان هاشم، والطرح الجديد يقوم على مفهوم الشخصيّة المتأزّمة التي تعاني شرخًا بين ما تريد أن تكون عليه وما تعيشه في واقعها فعلا، بين الموروث لحفظ القيم والعادات والتديّن، وبين الحقيقة الفعلية لهذه الموروثات على ضوء العلم والفهم، بين الحنين إلى مراتع الصبا والطفولة وهناءة العيش من دون كثير وعيٍ للمجريات والتفاصيل، وبين صفعة الوعي لقراءة أحداث قديمة على ضوء معطيات وإدراكات جديدة، ومن ثمّ ضيق دائرة الحلول المرتجاة للخلاص.
لقد حجّ إيلي صليبي إلى مدينة أورفليس، ينداحُ على إيقاعِ تعاليمِ نبيّه الفوّاحةِ حبًّا وذكرًا ويَمْتَاحُ من مَناهله لاهوتًا وزهدًا، وقد عَصَر نضجه في أجاجينَ، فاضَتْ زيتَ حِكمةٍ وعيٍ وحبٍّ، ليستشعرَ مُلِحَّ حاجةٍ إلى
الثورة تبدأ حين لا تفرّق الأمهات بالتربية بين ابنها وابنتها، وحين تعي الفتيات مدى اهمية ارتفاع الكتب في غرفهن وليس «كعوب اسكربيناتهن»، حين تعي أنّ الاستقلالية المادية هي مفتاح الحرّية وأنّ الحاجة إلى اموال الزوج أو الأب أو الأخ هي سجن وارتهان وخضوع.
التوتّر بين الحرية الفردية والهوية الجماعية. هذه الإشكالية ليس خصوصيّة لبنانية فقط، بل تُطرَح في كل أشكال التنظيمات المجتمعيّة. الفرق بين مجتمع وآخر هو في فشله أو نجاحه في خلق توازنٍ بين الاثنين.
عودنا الروائيون بأن يتخذوا من قضية معينة، ما يعرف بصندوق صوت، يطلون به على قضايا أخرى، قد تطغى على القضية الأساس أحيانًا. وغالبًا ما يتعب المتلقي في كشف هذا الصندوق القضية، لكن الكاتب سليم طانوس عنتوري، يعلن منذ البدايات عن صندوق صوت روايته الذي يشكل عنوان الرواية ''صندوق الأسرار'' (دار سائر المشرق). إنه الصندوق الذي ظهر بعد خمسين عامًا على اختفاء صاحبه، ليفك اللغز، وتحل الشيفرة التي مات من مات قبل معرفة سرها. فتأتي ضربة معول، من عامل بناء، لتكشف وجوده في جدار بيت عتيق، وليحظى الحفيد عبدالله بذلك الكنز كاشفًا أسباب اختفاء جده نعمان، ووجهة سفره يوم الاحتفال بعيد مولده الخامس والسبعين: ''دام انتظاري نصف قرن حتى انكشف سر جدي بضربة من معول المعلم مخول''. (ص21).
كتاب الزميل انطوان سعد الصادر حديثًا عن ''دار سائر المشرق'' يتضمّن قراءة محدثة في مسألة بقاء أو عدم بقاء مسيحيي المشرق ، في ضوء مجريات ما سمي خطأ بالربيع العربي والاجتياحات الداعشية التي نجمت عنه لأجزاء واسعة من دولتي سوريا والعراق، ما اعاد أمام أعين العالم مشاهد من ''الفتح الاسلامي'' بدمويته التي كان يمليها طابع الغزوات آنذاك أكثر منه الطابع الذي يفترض أن يتحلى به نشر الرسالات السماوية ''بالتي هي أحسن'' في ما يعني العلاقات مع ''اهل الكتاب الأقرب مودة'' إلى ''الذين آمنوا''.
Copyright 2013 Mon Liban | All Rights Reserved | Web-tronic
