هجرة الآلهة والمدائن المجنونة
لست ناقدًا أدبيًا ولن أكون، ولكن عندما تجد عملًا أدبيًا يضع هويتك الذابلة أمام المرآة، كاشفًا عن عوامل تدهورها وتلاشيها بفعل عوامل أصيلة فيها، فلابدّ أن تصرخ مع بطل الرواية عسى أن تجد كونًا يتّسع لصراخكما معًا. ولما كان أي نص مفتوحًا على قراءات متعددة، ولما كان النص الجيد هوما ينتج نصوصًا موازية تتفاعل مع أفكاره كشفًا واختلافًا، فإنني أحاول هنا، كقارئ، أن أطرح قراءتي لنص أعتبره علامة فارقة في الأدب العربي المعاصر، لأنّه في ظاهره يتابع ميدانيًا أحداث نعيشها ونكتوي بنارها الآن ليلًا ونهارًا، وفي جوهره يطرح قضية وجودنا وأزمته وهويتنا وتلاشيها... إنّها رواية



































